رغم تهديد الرقمنة ونقص التمويل..ناشر الكتاب يدافع عن بقائه لحبه للقطاع
انطلقت الدورة 38 للمعرض الدولي للكتاب بتونس الجمعة 19 أفريل 2024 التي تتواصل إلى غاية 28 أفريل 2024 بقصر المعارض بالكرم بعد تأجيلها سابقا من قبل وزارة الشؤون الثقافية.
وعبر صاحب دار النشر 'حبيب الزغبي' عن ارتياحه لانطلاق هذه المعرض بعد مخاوف شابت الناشرين والعارضين والكُتاب من إمكانية إلغاء دورة هذه السنة خاصة أن المعرض هو الفرصة الأكبر لبيع الكتب والتواصل المكثف والمباشر مع القارئ التونسي والأجنبي.
وأوضح حبيب الزغبي أن مجال الكتب يشهد تطورا وتغيرات ومحتواه أصبح يشمل مجالات جديدة للبحث من ذلك ظهور كتب تعنى بالتنمية البشرية مع الإقبال المكثف على اقتنائها مع تسجيل عودة القارئ إلى الرواية والقصة القصيرة جدا خلال السنوات الأخيرة وكذلك عودة للعلوم الأكاديمية كاللسانيات والذكاء الاصطناعي من ذلك إصدار تونسي لماجدة كبير"الفن والذكاء الاصطناعي " المتحصل سنة 2023 على جائزة الطاهر الحداد للعلوم الاجتماعية وتم استدعاء الفائزة خلال تنظيم أسبوع الذكاء الاصطناعي بقطر.
وحدة الكاتب والناشر والموزع والمكتبي تؤدي إلى الحلقة الأساسية صناعة القارئ
وفي سياق متصل، قال إن من المشاكل التي قد تهدد الكتاب اليوم هو ظهور المحامل الرقمية الجديدة للقراءة والمطالعة معتبرا أن ذلك يفرض عليهم مواكبة كل التطورات والتميز خاصة أن الإبداع العلمي والأدبي مطلوبان على مستوى عالمي .
وأضاف أن كل الناشرين في تونس وببعض مناطق العالم يعانون مشاكل في التوزيع والتمويل وفي رقم المعاملات لكنهم منخرطون في هذا المجال بحب وانتماء للمهنة ويدافعون عليها بكل شراسة ويسعون لاكتساب آليات الدفاع عن هذا القطاع من خلال تعاون ووحدة الكاتب والناشر والموزع والمكتبي لأجل صناعة القارئ الحلقة الأساسية في مجال الكتاب.
وفي سياق متصل، قال' إبراهيم بن هلال بن سعود المغيري 'عن وزارة الأوقاف الشؤون الدينية ضمن جناح سلطة عُمان أن مشاركتهم ليست الأولى في معرض تونس الدولي للكتاب، مضيفا أن الصعوبات التي يواجهها الناشر في العالم قد تتعلق بعدم توفير التشجيع المالي ولذلك من المهم دفع ومساندة سلطات كل بلد لهذا القطاع مع دعم الخواص المسؤولين عن طباعة. وأضاف أن الناشر مطالب أيضا بتطوير شكل الكتاب ونوعية الورق مما يساعده على استقطاب القارئ بجودة عالية للمنشورات.
على الأولياء تقليص فترة بقاء الأطفال مع الهاتف لأنه يهدد علاقتهم بالكتاب
من جانبها قالت صاحبة دار للنشر والتوزيع المختصة بأدب الطفل 'نهيل صمود' أن توفير كتاب الطفل يتطلب مستوى تعليميا وثقافيا وعلميا وأخلاقيا خاصة للعمل في هذا الصنف الموجه لفئة حساسة جدا مضيفة أن المنشورات التي تهتم بالسلسة التاريخية في مشاهير تونس والبيئة بثلاث لغات العربية والفرنسية والانقليزية مطلوبة جدا من الأطفال .
وشددت على أهمية دراسة السوق ومتطلبات الأطفال قبل توفير كتب المطالعة خاصة أنه من أصعب الاختصاصات ومنها من يتطلب كتابا واحدا سنتين من الإعداد لأن في ذلك مسوؤلية أمام هذه الأجيال رغم أن كلفة طابعة الكتاب للطف مكلف جدا ويتم بيعه باسعار زهيدة جدا رغم مجهودات وزارة الشؤون الثقافية في توفير الدعم الذي يتغير كل سنة لان الهدف هو ضمان حق المطالعة لكل طفل بكامل تراب الجمهورية.
وأبرزت أن من أهم مشاكل كتاب الطفل ليس ظهور الطبعة الالكترونية ولكن الوقت الذي يستغرقه الطفل في اللعب باستخدام الهواتف الجوالة في أشياء بعيدة كل البعد عن المطالعة هو ما يهدد علاقة الطفل بالكتاب حسب تصريحها.
هناء السلطاني